قصة التاجر و شيخ الجبل
السلام عليكم : يحكى أن أحد تجار المدينة كان يتردد على شيخ جليل يقطن متعبداً في كوخه الجبلي النائي , كان التاجر ينهل الكثير من علم هذا الشيخ الزاهد , و كان أحياناً يلحظ بعض الأمور المحيرة التي يقوم بها الشيخ لأن فيها شيئاً من الإعجاز . تسائل التاجر لما لا يستطيع القيام بهذه الأمور فهو قد حاز على قدر كبير من علم أستاذه وشيخه . ذات مرة دعى التاجر شيخه لزيارته في المدينة , لبى الشيخ الدعوة و توجه إلى محل مريده في المدينة حاملاً هدية لمضيفه . إستقبل التاجر شيخه بحفاوة و قال له إمهلني بعض الوقت بعدها سنتجه إلى المنزل , أشكرك على الهدية لم أردك أن تتكلف , رد الشيخ : لم أتكلف إنه عصير عنب من الكرمة الملاصة لكوخي , هنا ذهل التاجر لأن العصير موضوع في سلة من القش , في هذه الحظة دخلت زبونة المحل فاستقبلها التاجر و بدأ يريها بعض الأقمشة و عندما فرغ منها دخلت زبونتين المحل و سألا التاجر إن كان قد أمن لهما ما طلباه في الزيارة السابقة فاعتذر التاجر قائلاً أن البضاعة لم تصل بعد فانصرفتا , في هذا الحين لاحظ التاجر سائلاً يتسرب داخل محله فلم يعره إنتباه , كان ذلك السائل العصير الذي بدأ يتسرب من السلة لحظة دخول تلك النساء إلى المحل , كان الشيخ يحاول جاهداً الإشاحة بوجهه عن تلك الزبونات مستعيذاً من الشيطان , فهو لم يرى إمرأة منذ زمن بعيد لأنه منقطع للعبادة , دخلت إمرأة ثرثارة المحل و أجرت حديث مطول ْمع التاجر ولم تكن تنوي شراء شىْ مما سألت عنه , حينها قال الشيخ للتاجر إن لم تفرغ الآن فلن يتبقى لك شىْ من العصير . حينها فهم التاجر ما كان يجري , الإستقامة عين الكرامة , و إمتحان الجبل يختلف عن إمتحان السوق , و لهذا يقال : لكل مقام مقال_ إمتحان السوق هو الإمتحان الحقيقي_