كيف ومتي أكون أديبا ( الحلقة الأولي ) كيف ؟!!!.

ترى هل توجد مقومات نعرف بها الأديب وهل تظهر على المفكر مثلا سمات ما تجعلنا نؤكد أن هذا الشخص أديب وغيره لا ؟. هل في نجيب محفوظ مثلا دلائل ما إذا رأيناه دون أن نعرف أنه نجيب محفوظ أن هذا هو الذي أبدع خير ما يكون الإبداع . ثم هل مثلا في شاعر كنزار مايستدل به على انه سيكون شاعرا مثير للجدل طوال عمره . ترى ما الأدب هل نعرفه كما عرفه سارتر في كتابه ما الأدب أم نعرفه كما عرفه طه حسين .قالت لي صاحبتى الشقراء ذات مساء ما الأدب قلت والله هذا أمر شرحه يطول فالعقاد مثلا كان صداميا فهل دلالة المفكر هى الصدام مع نمطية مجتمع يرفضه ثم إن توفيق الحكيم مثلا حين أخبر والده أنه سيترك القضاء مثل أستاذ الجيل أحمد لطفي السيد وسيعمل كما يعمل أحمد لطفي السيد فقال والله هذا رجل أحمق ترك القضاء ليعمل بالأدب والمعرى الذي يرى صلاح عبد الصبور أنه يمثل إليه ثلاثة أرباع الشعر وباقى الشعراء ما تبقى من ذائقة عبد الصبور الأدبية كيف لزم بيته أربعون عاما ؟. وما الذي يجبر أنيس منصور الأستاذ بأن يجتاز صعابا ويتخفى في زى امرأة من أجل صورة للدلاى لاما ثم مي زيادةوكيف انتهت حياتها بمأساة وهي التي أحبها كل أدباء جيلها . ما الذي أجبر المعرى أن يبقى في داره معظم حياته وما سر نهاية مى والعقاد مثلا كيف حارب من أجل الكتاب وحارب من أجل بقاء الشعر وحارب أصحاب الشعر الحر وأترابه ومحبيه ومؤيديه وقال عن كاتبيه ومحبيه أنهم مؤسسين لمهزلة اسمها الشعر الحر . وطه حسين وكتابه عن الشعر الجاهلى . وفرنسيس فتح الله مراش صاحب أول رواية عربية وطفيل الغنوى وكل هؤلاء وغيرهم كثير ما الذي جعلهم يمضون في طريقهم رغم الصعاب وما الذي جعل فولبير يسخر من مجتمعه الباريسي رغم ما لقيه في سبيل ذلك وهل الأبدية حلم من يكتبون والأبدية في الحالة التى ننستعرضها هنا هى الخلود الأدبي وخلود اسم من يكتب . قالت هذا والله حديث عجيب إنما سألتك كيف أكون أديبة وما هي مواصفات الأديب . قلت إن المستعرض مثلا للثقافة المصرية يجدها حازت وانجزت في خمسة عقود ما انجزته الثقافة الإنجليزية في مائتى سنة وليس الأمر مبعثه طغيان الثقافة المصرية بهذه الدرجة وإنما لأن الثقافة المصرية كانت وليدة فكانت بحاجة إلى قفزات وهذا ما أدى إلى تراجع الثقافة المصرية بالنسبة لنظرائها من الثقافات العربية الأخرى والتى تعد وليدة بالنسبة لها بل وتراجع دور المثقف المصري ذاته في الحياة العامة وتقوقعه وانغلاقه على أفكاره فحدثت هوة بين المثقف بتخليه عن دوره والمجتع الذي رأى أن المثقف المصرى اختار مثله دور المشاهد وفقط !!
والحقيقة كيف نكون أدباء وما هي مثلا أسس كتابة القصة القصيرة وهل قبل أن أكتب بيتا أن أقرأ ألف بيت وأحفظه ثم أنساه كما أوصى بن إياس وهل الرواية هى ديوان العرب الآن كما أكد الدكتور سمير سرحان وكذلك الدكتور جابر عصفور وهل تخلى الشاعر عن دوره وريادته وترك الساحة لكتاب القصة وفقط . أرى أننا لا زلنا نتلمس الطريق في كيف ومتى أكون أديبا فا
إلي الملتقى
ودعواتكم لي
حمادة البيلي
عضو نادى القصة
mada_beyaly@yahoo.com